فى المليان

السيسى ينتصر للعمال  وتحسين الأوضاع الاجتماعية

حاتم زكريا
حاتم زكريا

يعد الاحتفال بعيد العمال يوم الخميس الماضى 2 مايو، وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى مراسم هذا الاحتفال بمجمع «هايير مصر» الصناعى للأجهزة الكهربائية بمدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، بمناسبة افتتاح المرحلة الأولى من المجمع، من أهم الأحداث التى عاشتها الساحة الداخلية فى نهاية الأسبوع الماضي، إذا أخذنا فى الاعتبار المغزى من الاحتفالية، وما قاله الرئيس السيسى فى هذه المناسبة، من إنصاف للعامل المصرى فى كل المواقع، فى ظل استعادة الاقتصاد المصرى لثقة المؤسسات الدولية..  

وخلال الاحتفال شاهد الرئيس فيلماً تسجيلياً بعنوان «يحيا العمل»، يسلط الضوء على سعى الدولة لتحقيق حياة أفضل لعمال مصر، وحرصها أيضاً على تعزيز علاقات العمل والالتزام بالمعايير الدولية.. 

ومن جانبه قال نائب الرئيس التنفيذى لمجموعة هايير العالمية «سوبوجون» إن الرخصة الذهبية وخدمة الشباك الواحد التى منحتها مصر للشركة، أسهمت فى افتتاح المجمع خلال عام واحد فقط على الأراضى المصرية.. وقال إن إجمالى الاستثمارات فى هذا المجمع بلغ حوالى 125مليون دولار، وإن الهدف منه تحويل مصر إلى مركز لصناعة الأجهزة المنزلية وتصديرها لإفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط.. 

ولعل أبرز المحاور التى أشار إليها الرئيس السيسى فى كلمته فى هذه المناسبة تخصيص 5 مليارات جنيه لصندوق الطوارئ، وزيادة الحد الأدنى لإعانة العمالة غير المنتظمة من 600 إلى 1500جنيه، ودعوة مجلس النواب لإصدار قانون العمل الجديد فى أقرب وقت. ورفع معدلات التشغيل والأجور وتعزيز شبكات الحماية الاجتماعية، وتمكين النساء اقتصادياً، وبذل أقصى جهد لمكافحة التضخم وارتفاع الأسعار، وتطوير منظومة التدريب لاستشراف وظائف المستقبل. 

ولأن الأيدى العاملة هى عصب الاقتصاد، ووقود التنمية، فقد كان حرص الرئيس السيسى ومطالبته للمجلس بأن يقوم بتعديل قانون العمل فى أقرب وقت.. وقد يكون الهدف من هذا تأسيس هيئة خاصة أو صندوق خاص للعمالة غير المنتظمة، حتى تشملهم مظلة الحماية الاجتماعية، خاصة مع تراجع معدل البطالة.
ولا شك أن سواعد عمال قطاع الأعمال العام تدخل فى شراكة حتمية فى بناء الاقتصاد الوطني.. كما أن تطبيق الحد الأدنى للأجور يدخل حيز التنفيذ بالتزامن مع الاحتفال بعيد العمال. 

ولأن العمل دون غطاء تأمينى يعرض العامل لمخاطر تسعى الدولة لتجنبها من خلال التعديلات فى قانون العمل، خاصة للعمالة غير المنتظمة التى تأخذ من الأرصفة قواعد لانطلاقها.. 

وترى القيادات العمالية، ومعها مجتمع الأعمال، إن قرارات الرئيس تعكس اهتمامه بالأيدى العاملة.. 

ومن ناحية أخرى، وفى نفس سياق إصدار الرخص الذهبية، أكد حسام هيبة رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، أنه تم إصدار 29 رخصة ذهبية، منذ تطبيق العمل بنظام الموافقة الواحدة خلال عام واحد، بإجمالى استثمارات 10مليارات دولار.. وقال هيبة خلال افتتاح مؤتمر «صناع القرار» فى نسخته الرابعة يوم الثلاثاء الماضى 30 إبريل، بمشاركة قوية من الحكومة والقطاع الخاص تحت رعاية وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ووزارة الشباب والرياضة، والهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، إن الهيئة تستهدف 6 قطاعات استثمارية فى مجال الطاقة، مع التركيز على الطاقة الخضراء والصناعة والدواء وقطاع التعليم والصحة وتكنولوجيا المعلومات والزراعة والثروة السمكية، وحوافز جديدة للقطاع الزراعى واللوجيستي، مؤكداً على التركيز على زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، خاصة أن هناك القطاعات الأكثر جذباً للاستثمارات الأجنبية المباشرة هى القطاع العقارى والقطاع الصناعي، والأخير يشهد زيادة مطردة فى الاستثمارات لما تم طرحه من حوافز استثمارية فى هذا القطاع، لأهميته فى نمو الاقتصاد المصري، ودعم وتعميق صناعة المكون المحلى فى مصر، مشيراً إلى إصدار حوافز صناعة السيارات فى مصر، ونتيجة لذلك تم توقيع 9 عقود مع شركات مصنعة للسيارات والصناعات المغذية، وتم إصدار حوافز لزيادة تصنيع المكون المحلي، وتم إصدار حوافز للسياحة لزيادة عدد الغرف الفندقية فى مصر.. 

ورغم إن موضوعات العمل والعمال تستحق منا الكثير لتناوله، بعد أن استعاد الاقتصاد المصرى ثقة المؤسسات الدولية، فإنى لا أستطيع أن أتجنب الإشارة إلى تلك الزيارة المهمة إلى القاهرة، وسبقت الاحتفال بعيد العمال، وهى للشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، واستمرت يومين، والتقى خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية، والذى منحه خلالها قلادة النيل، تعميقاً وتجسيداً للعلاقات المتينة التى تجمع البلدين الشقيقين.. 

واتفق الرئيس والأمير على ضرورة التوصل لوقف فورى ومستدام لإطلاق النار فى غزة، وتيسير نفاذ المساعدات الإنسانية.. وأكد الجانبان ضرورة احترام سيادة دولة ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها، وحتمية التوصل لوقف فورى ومستدام لإطلاق النار فى السودان واحترام سيادته وعدم التدخل فى شئونه الداخلية.. 
وأعرب أمير الكويت عن دعم بلاده الكامل للأمن المائى المصري، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الأمن المائى العربي. 

ومن ناحية أخرى، لا ننسى أن نشيد بالإعلاميين والصحفيين الفلسطينيين الذين منحتهم منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) جائزتها عن عام 2024 لحرية الصحافة، والتى أعلنت فى تشيلى يوم الخميس الماضي.. ووفقاً للجنة حماية الصحفيين ومقرها نيويورك، استشهد ما لا يقل عن97 صحفياً منذ بدء العدوان على غزة، منهم 92 فلسطينياً، وتم منح الصحفيين جائزة «جيير موكانو» العالمية لحرية الصحافة.